هيئة التحرير

ناقش ملتقى لمة صحافة الأول العديد من القضايا المتعلقة بالمشهد الإعلامي الفلسطيني واستدامته، وذلك بمشاركة العديد من المتحدثين في العديد من الجلسات .

وقال أحد المتحدثين بالملتقى الذي عقد الاثنين ومدير وكالة وطن الإخبارية معمر عرابي أن الملتقى كان بمثابة فرصة في وقتها، وذلك لمناقشة قضايا وتحديات ساخنة تواجه الإعلام الفلسطيني المحلي، إضافة إلى أنها تطرح الأسئلة الصعبة لفحص إمكانية الحلول الممكنة لهذه التحديات التي يواجهها الإعلام الفلسطيني المحلي .

وعن أهمية عقد هذا الملتقى أكد أنه مهم، ومتمنيًا أن يكون تقليدًا سنوياً ليجيب عن كثير من التحديات والأسئلة التي تواجه الإعلام الفلسطيني، وربما هذه التحديات هي تحديات وجودية تستهدف وجود الإعلام المحلي المستقل برمته، مبينًا أن هناك حاجة لهذه الملتقيات والتجمع ليطرح ويناقش ويضع الحلول من خلال الأسئلة الصعبة والجريئة لمواجهة ما يواجههه الإعلام من تحديات صعبة تهدد وجود واستمرار وسائل الإعلام المستقلة .

وعن الخطوات التي يمكن أن يُبنى عليها هذا الملتقى أشار عرابي إلى أنه يجب ما نوقش في بعض الأدوات من الاسئلة ومواضيع جريئة وصعبة أن يتم متابعة هذه التوصيات، والعمل على تحقيق جزء منها يما يخص بالسياسات المتعلقة بسياسات وجود وسائل الإعلام المحلية.

من جانبه يقول أحد المتحدثين ودكتور الإعلام نادر صالحة أن الملتقى كان مهمًا وذلك لعدة أسباب منها متعلقة بالواقع الفلسطيني وأخرى بالتطور التكنولوجي العالمي في الآونة الأخيرة .

وأكد أن المشهد الإعلامي والواقع والمجتمع الفلسطيني من المجتمعات التي يلعب بها الإعلام دورًا مهمًا وخطيرًا وفعالًا جدًا، وهو أحد أهم الأسلحة الموجودة في المعركة مع الاحتلال والمعركة التنموية، نظراً لارتباط الواقع الفلسطيني الاقتصادي والتقني والتكنولوجي بالاحتلال، والتطور في هذا المجال يواجه تحديات من اللحظة الأولى وسيستمر ما بقي الاحتلال .

وأضاف أن التعليم والتخصصات المتعلقة بصناعة المحتوى والتحليل على مختلف المستويات، فهناك حاجة لتسريع عملية التطوير الاكاديمي بالجامعات بما يتوائم مع التقنيات والتكنولوجيات العالمية التي ستدخل إلى صلب عملية صناعة المشهد الإعلامي على مستوى الأدوات والتحليل والخطاب.

وأشار صالحة إلى أنه وفي ظل وجود حالة الاستقطاب السياسي، فالساحة الفلسطينية هي موضع اهتمام عربي وعالمي بشكل دائم سواء في السنوات السابقة أو القادمة نظرًا لأهمية وخطورة الموقع الجغرافي والقضية الفلسطينية والصراع المحتدم المستمر، فصناعة الخطاب والخطاب المضاد وسياسات تصدير الخطاب فيما يتعلق بالقضية خاصة في مجتمع الشباب العالمي والهيئات العالمية وفعالية الرواية الفلسطينية، فبحاجة إلى عقد مثل هذه الفعاليات لتبادل الأفكار وتطوير المنهجيات التي من الممكن التدخل بها والآليات.

ولفت إلى أن تطوير المنظومة القانونية والتشريعية المرتبطة بالمشهد الإعلامي على مستوى الاستثمار والتطوير خاصة في الظل التسارع العالمي بتطوير التقنيات والذكاء الاصطناعي الذي ظهر وانتشر بالعالم بشكل سريع، مشيراً إلى أهمية التغير المناخي نظراً لتأثيره المباشر بالبيئة الفلسطينية وهو تهديد عالمي يمس الكوكب، مبينًا أن الأعلام هو من أهم أدوات التدخل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه لوقف هذا التدهور الهائل والمساعدة في تعافي صحة الكوكب وهو مسؤولية مجتمعية وأخلاقية ووطنية، ومطلوب من الإعلام العمل بشكل كبير في هذا المجال والمساعدة في تطوير تقنيات متعلقة بالطاقة البديلة .

ومن الناحية العالمية أكد أنه ما زال هناك استهلاك كبير للتكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني وخطوات هائلة بالتطور بمختلف القطاعات والمجالات والتي تؤثر على الإعلام، الذي يعتمد بطبيعته على تطوره على العلوم الأخرى فهو ليس منطقة تخصصية بحد ذاتها قائمة على أدواتها إنما يتكئ ويستعير أدوات من علوم أخرى مختلفة، فمن الضروري المواكبة على أكثر من مستوى في التعليم بشكل رئيسي وسياسيات البلد بشكل موازي وصناعة القرار السياسي الذي يلزم ويضع الرؤية وتوفير ما يلزم من أجل الاستفادة، بالإضافة إلى حضور رقمي فلسطيني مشرف في المساحات الرقمية العالمية، وهو يعني حجم وشكل وجودك في العالم الشبكي فيما يتعلق بالتطبيقات والخدمات والتعليم وغيرها من المجالات.

وحول الذكاء الصناعي أكد أنه يفتح العديد من المجالات خاصة وأننا نقع تحت الاحتلال، فشكل الأعمال الجديدة التي يمكن تطويرها في هذا المجال عديدة ومفتوحة في التعليم والتعليم عن بعد، واستخدام التكنولوجيا بشكل مدروس، إضافة إلى وجود مشكلة في تفعيل قوانين حق الحصول على المعلومة وحق الأرشفة، حيث عدم وجود أرشفة للمعلومات دون استخدام التقنيات الحديثة لا يؤدي إلى شيء، ويؤدي إلى فجوة في الاستفادة من التقنيات واستفادة المجتمع من الفرص المتاحة في استخدام مختلف التقنيات المختلفة المتعددة .

وعن الخطوات التي يمكن أن يبنى عليها هذا الملتقى أكد أن الاستدامة حيث مراكمة الخبرات والتجارب والبناء عليها، والاستدامة والاستثمار والتطوير الذي يبنى عليه تكون مفاعيل عملية مجدية، وأكثر فعالية على مستوى المخرجات والوظائف، إضافة إلى فهم أكثر للواقع ولما سيكون، والاستفادة فلسطينياً من التكنولوجيا في مختلف المجالات.

بدورها تقول إحدى المتحدثات والإعلامية الرياضية أحرار جبريني أن الملتقى لاقى قبولًا وإشادة و نجاح منقطع النظير، من حيث طريقة تنظيمه والمحاور المتنوعة التي تم طرحها من قبل قامات إعلامية من مختلف وسائل الإعلام والتي كانت على قدر من المسؤولية.

وأكدت أن الملتقى جاء بوقت كنا بحاجه لديه لأن مهنة الإعلام تتطلب دائما الجهوزية والمواكبة لجميع التطورات على الساحة الفلسطينية،  كما أنه يساعد الإعلاميين بالقيام بواجباتهم على أكمل وجه، كما أنها تُشجع العديد من الخريجين على البدء برسم طرقهم الخاصة للتميز والتفرد، وذلك من خلال الاستماع والاستفادة من خبرات المحاضرين والضيوف الذين لهم باع طويل في مهنة المتاعب.

وأضافت جبريني أن هذا الملتقى سيكون باكورة في عقد ملتقيات أخرى ومتخصصة في كل مجال على حد سواء، مبينة أنها كصحفية رياضية تنتظر أن يُنظم الملتقى الثاني للإعلامي الرياضي وطلاب وطالبات الإعلام المهتمين بالصحافة الرياضية.

فيما قال أحد المتحدثين ومدير راديو بيت لحم ٢٠٠٠ جورج قنواتي أن الملتقى كان ممتازًا جدًا وناجحًا، كونه أول ملتقى يقام في فلسطين.

وعن أهمية عقد مثل هذا الملتقى أكد أنه مهم حيث يجمع ما بين الصحافيين القُدامى والصحافيين حديثي العمل مع بعضهم، وأيضاً نقل للخبرات القديمة ودمجها مع الجديدة، مضيفاً أن تحدي الاستدامة هو من أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في أي جلسة مساءلة مع الحكومة وليس فقط مع الصحفيين.

وعن الخطوات التي يمكن أن يبنى عليها هذا الملتقى أشار إلى أنه يجب متابعة التوصيات التي خرجت عن الملتقى والعمل عليها.

وَخَلُصَ المؤتمر إلى عدد من التوصيات منها:-
١-مراجعة منظومة السياسات والتشريعات المتعلقة بقطاع الإعلام، بما يضمن المواكبة التقنية والاستدامة المالية وسلاسة الاجراءات ودعم الريادة والابتكار

٢-مأسسة برنامج لحماية وتعويض لمواجهة تحديات المهنة التي تواجه الصحفيين والتي منها ” الاحتلال، الأزمات وغيرها من التحديات”

٣-الذهاب لمنظومة ذاتية ” النقابة، المؤسسات” لتعزيز البناء المؤسسي والشراكات والتمويل والمواكبة

٤- بناء برنامج لتعزيز قدرات الصحفيين ذاتياً ومجتمعيًا

٥- توظيف الذكاء الاصطناعي في الانتاج والتحقق الإعلامي، ومراعاة الأخلاقيات ذات الصلة

٦- مراجعة البرامج الإعلامية الجامعية بما يراعي التحولات، لتكون تخصصات مرنة مستجيبة

٧-ضبط آليات النشر والترجمة عن الإعلام العبري ووضع قواعد له

٨- إعادة إنتاج النموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية ليكون مستدامًا وفاعلًا ومواكبًا

٩- العمل على برنامج شامل لتنظيم المهنة

١٠- وضع استراتيجية وطنية للخطاب الإعلامي